اللعــــــب واللغــــــة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

هل يصحو الغدير في الليل ليتأفف ويقول من هذا الذي انعکس وجهه على صفحتي؟ أم أنه ينام هادئًا وقد انعکس خيال قمر مجنح على صفحة وجهه، فلا يقول شيئًا ولا يضجر، ولا يملک لغة أو تفکيرًا، فليس لديه الخيار أصلًا.
ماذا لو کان الإنسان مثل نبع أو غدير أو نهر تنعکس على صفحة وجهه الأشياء؟! هل کان سيقبل بأن يطمس أحدهم معالم وجهه، أن يبدو بصورة قمر مثلًا أو صورة إنسان غيره؟! لقد خلق الله الإنسان على هيئة متفردة وحتى إن تشابه اثنان، فمن المستحيل أن يتطابقا في التفکير، ميزنا الله بالتفکير وبکون عقولنا لها ملامح مختلفة، فقد يحب إنسان ما لا يحب آخر، ولکن هل رأينا مرة غديرًا يحبّ الجوري ولا يحبّ الأقحوان؟!
لقد حثنا الله عزّ وجلّ على التفکر وإعمال العقل من خلال کتاب "القرآن الکريم" أي من خلال اللّغة، ومن الجدير بالذکر أنّ مسألة التفکير لدى الإنسان ليست من السهولة بمکان، حيث تحتاج إلى تعمق ودراسة مطولة وبحث جاد، وإن کنت هنا أعرض شيئًا من هذا فما هو إلا نقطة من بحر عميق.

(1)   جوستاین غاردر، عالم صوفی، ترجمة حیاة الحویک عطیة، ص 122.
(2)   صالح أبو إصبع، الاتصال الجماهیری، ص 50.
(3)   دیریک بیکرتون، اللغة وسلوک الإنسان، ترجمة الدکتور محمد زیاد کبة، ص 106-107.